رواية عشق مهدور الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم سعاد محمد

رواية عشق مهدور الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم سعاد محمد 

 

#الخامس_والعشرون

#عشق_مهدور

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

بعد مرور ساعات 

بـ سرايا شُعيب

دخل آصف الى الغرفة التى كانت خاصه بـ سامر 

شعر بآسى وهو يتذكر أكم من ليالي كان يجد والدته تنام فوق الفراش تحتضن الوسائد  تآن بضنين فى هذه الغرفه، ذهب نحو الدولاب فتح إحد الضُلف، يعلم أن والداته إحتفظت ببعض الأغراض الخاصه

بـ سامر بصندوق كبير كذكري، جذب ذلك الصندوق وحملهُ بين يديه وضعه فوق الفراش عاود نفس إحساس آسى الفُقدان مره أخرى فى قلبه حين جلس على فراش سامر، تذكر هنا كان سامر يزوي نفسه أوقات كثيره فى الفترة الأخيرة فى الفترة الأخيرة  قبل مقتله كما أخبرته والدته، وأيضًا كما لاحظ حين كان يقضى فترات أجازته من القضاء التى كانت قليله، تذكر فى الفترة الأخيرة من حيانه أحيانًا كان يتستغرب مكوثه بالغرفة وحيدًا لكن كان يُصدق قوله أن هذا بسبب إعتكافه لأوقات طويله،  على دراسة الطب بإستفاضة، لم يكُن هذا السبب الحقيقي بل كان إنطواءً منه بسبب شعورهُ بأنه آثم... 

وخزات عنيفه تضرب قلبه حُزنً علي ما وصل له سامر من معاصي دفعت ثمنها أقرب إنسانه الى قلبه، أكثر من ست سنوات يبحث عن القاتل، ولا أثر لدليل

يستطيع من خلاله أخذ قصاص قتلهِ لأخيه...

فتح ذلك الصندوق الكبير،سعل لوهله بسبب الغُبار الذى خرج من الصندوق،تذكر قول والدته ذات مره 

"سامر كان عنده صندوق معدنى صغير خاص بيخبي فيه الحاجات الغاليه عنده"


بحث بين الأغراض الموجودة بالصندوق بسهوله وجد هذا الصندوق، كان مُغلقًا بققل معدنى صغير، وضع الصندوق فوق الفراش،بحث بين الأغراض عن المفتاح الخاص بالقفل لكن لم يجده، ونهض واقفً ذهب الى المطبخ، آتى بنصل صغير ذو سِن رفيع،وعاد الى غرفة سامر،وضع سِن النصل بالقفل المعدنى حتى إستطاع فتحه،نظر داخل الصندوق،لا شئ مُلفت للنظر غير تلك المُفكره السوداء المُحاطه بخيط أسود مربوط فوق قطعه معدنيه صغيرة تُشبه ذر القميص، كذالك مرسوم عليها ما يُشبه وشم غريب الشكل، جذبها ونفخ الغُبار من عليها، ثم فك ذلك الخيط بفضول تصفح صفحات تلك المُفكره، تفاجئ أنها ليست مُفكره عاديه، هى أقرب الى كِتاب، فى البداية كانت صفحاتهُ فارغه،لكن لاحظ جملة مكتوبه بلون أسود سميك قرأها 

"من يخون عهد الوفاق يموت قبل آربعين يومً" 








قطب آصف جِبينهُ بإستغراب وعدم فهم، تصفح باقى الصفحات ربما يجد تفسيرًا لتلك الجمله، لكن بدأ يشمئز من تلك الصور المُخِله بل المُقززه لقُبلات مُنفره لأبناء الجنس الواحد، كذالك صور لأجساد عُراة لكن ملامح الوجوه تقريبًا مُختفيه منها ما هى مشوشه، مرسوم رتوش عليها تُخفي وضوح الملامح كذالك هنالك رسوم بل آشبه بوشوم غريبه على أجسادهم، منهما ما هو إعلان صريح بالإلحاد والكُفر بوجود الله، كذالك كلمات كآنها طلاسم خاصه تدعو للإستمتاع بالحياة  فلا يوجد حساب لاحقًا، والحياة الأخري أيضًا للإستمتاع همس آصف بذهول: 

"كمان عبدة الشيطان". 

والسؤال الذى بعقله: 

هل وصل سامر لتلك المرحله من الإلحاد، كيف لم تنتبه والدته لذالك، كذالك أين كان والدهُ، كيف لم يُلاحظا عليه نتائج تلك الأفعال الدونيه


غص قلبه وثار عقلهُ يتذكر أحد المواقف حين تقابل مع سامر وهو يدلف الى السرايا وقال له: 

الضهر آذن تعالى نصلِ جماعه فى الجامع. 


تهرب منه قائلًا: 

أنا كنت نبطشيه وراجع مش شايف قدامي، روح صلِ إنت، أنا لو قابلني السرير عالسلم هترمي عليه.


هل إرتكب سامر إثم فقد الإيمان أيضًا،عقله سيشت منه حقائق كانت غائبه،ظل كثيرًا الى أن وصل لها،وضع الكتاب فوق الفراش وبحث ببقية محتويات الصندوق،كان هنالك مُفكره أخرى صغيره لونها أزرق،فتحها سريعًا،إستغرب من أول صفحاتها كانت لحروف باللغه الإنجليزيه،الحرف الأول من إسمه،وهنالك حرف آخر،كلمات حُب وغزل، تصفخ باقى المُفكره كانت مُفعمه بكلمات الغرام البسيطه،لكن قبل آخر صفحه سقطت صورة على الفراش،جذبها آصف،رأها بإندهاش الصوره بها سامر وفتاه قريبان من بعضهم وخلفهم بحر يبتسمان ،نظر خلف الصوره كان إهداءً خاصً،خمن إذن تلك المُفكرة كانت لفتاة هى من أرسلتها الى سامر،لكن من تكون؟. 

    

ظل يبحث بين أغراض سامر الى أن سحبته غفوة دون شعور منه أستيقظ على صوت آذان... فتح عينيه إستغرب كيف إستسلم للنوم دون وعي،تمطئ بيديه ينفض النوم عن عينيه، ثم نهض وضع كُل تلك الأغراض بالصندوق الكبير مره أخري، لكن ترك الصندوق الصغير بمحتوياتهُ فوق الفراش،ثم وضع الصندوق الكبير مكانه مره أخري بالدولاب...حمل الصندوق الصغير وغادر الغرفه يشعر بآسى من تلك الإكتشافات،وضع الصندوق بالسياره ثم غادر السرايا...يعلم الى أين لابد أن يذهب أولًا.


بزغ نهار جديد 

بالقاهرة

أمام المقر الخاص بـ أسعد شُعيب 

ترجل آصف من السياره حاملًا ذلك الصندوق المعدني،دلف مباشرةً نحو مكتبه وفتحه دون إستئذان،وأغلق خلفه باب المكتب بقوة.

رفع أسعد رأسه ونظر نحو باب الغرفه رغم إقتحام آصف لمكتبه كذالك نهض واقفًا يشعر بإنشراح فى قلبه كاد يُرحب به لك لحظات قبل أن يقول آصف بحِده:

طبعًا كنت عارف حقيقة سامر كامله عشان كده كان نفسك سهيله تموت فى السجن عشان يموت معاها حقيقته اللى كنت خايف تتفضح. 


تحولت بسمة أسعد الى زفرات نفس غاضبه قائلًا بهجوم وإستقلال بـ آصف :

البت دى سحبت عقلك أكيد،أيه أنت مش رجعتها تاني تعيش معاك،ولا سايقه عليك الدلال ومطلعه عينيك،فيها أيه زيادة عن غيرها ولا عاجبك ذُلها فيك،بدل ما كنت إنت اللى....


قاطعه آصف بغضب:

بلاش تدخل سهيله فى الموضوع،سهيله هى الوحيدة اللى إتظلمت فى قتل سامر،مش عارف إنت إزاي "أب"لما تبقى عارف إن إبنك بينحدر لطريق المعاصي وتُسكت ولا مش فاضي غير لملذاتك و...


قاطعه أسعد بغضب قائلًا بمراوغه:

مين اللى قالك إنى كنت عارف؟.


تهكم آصف بحنق قائلًا:

كنت عارف يا أسعد باشا والدليل السِم اللى إتحط لـ سهيله وهى فى السجن كان كل هدفك تموت  وبعدها القضيه تنتهي،حتى لو دفعت بريئه التمن بالنسبه لك مفيش أى تآنيب ضمير...


توقف آصف للحظات قبل أن يستطرد حديثه بندم:

أنا كنت عارف ومُتأكد إنها بريئه كان كل اللى عايظنى منها هو ليه كذبت وغيرت أقوالها وشوهت سُمعة سامر بعد موته،بس فوقت من الغضب اللى إنت كنت بتشعللة فى قلبي، متأخر بعد ما أذيتها،رغم  إنها بكذبها جَملت حقيقة سامر اللى إنت كنت على درايه بيها...ومحاولتش تبعدهُ أو حتى تساعده إنه يفهم حقيقة نهاية الطريق القذر اللى ماشى فيه.









هجوم آصف شعلل غضب أسعد الذى قال:

مين قالك إنى محاولتش أساعده،بس هو اللى....


قاطعه آصف بتهجُم وإستهزاء:

حاولت عملت أيه؟..،هو اللى كان أيه؟.


إزداد غضب أسعد قائلًا:

أنا بنفسي خدته لدكتور نفسي ولو مش مصدقني مستعد أديك إسم ومكان الدكتور وروح أسأله،وليه بتلوم عليا لوحدي،ليه مش بتلوم مامتك،هى المفروض مسؤوله زيي بل وأكتر...    

       

عاود آصف قطع حديثه بتبرير: 

أمي مكنش ذنبها أنها ضعيفه قُدام جوزها عشان بتحبه بس هو قلبه حجر مش بيشوف غير ملذاته 

بيقسم وقته بينها وبين زوجة تانيه هى صاحبة الحظ الأوفر فى الدلال والمنظرة الفارغه،أمي اللى مُتأكد إنك كُنت سبب رئيسي فى ضعفها لما خافت بعد ما إتجوزت عليها إنك ينشعل عقلك بالزوجه المُلائمه لجناب عضو مجلس الشعب المُنفتحه والأرستقراطيه هي دى الوجاهه اللى كانت ناقصه أمي ، الفلاحه اللى كل حياتها بيتها وولادها،حتى ولادها كنت بتحرمها منهم فى البدايه أنا لما دخلتني مدرسه عسكريه وأنا عندي سبع سنين عشان المدرسه دى بتخرج رجاله لكن لو فضلت جنبها دلعها هيفسدنى،ونفس الشئ عملته مع آيسر بعدي،لكن سامر طبعًا كنت إتجوزت من شهيره هانم،ومبقاش يهمك سيبته جنبها أهو يشغلها فى الاوقات اللى إنت بتبقى فيها عند شهيره،سامر كان فعلًا قلبه طيب ومُحب، طول ما كان قريب من ماما وتحت جناحها،هى قالت لى كده بس لما بعد عشان الجيش ورجع شخصيته إتغيرت كتير،حاولت تقرب منه،لكن مرضها كان أوقات بيخليها تتهاون غصب عنها،لكن إنت مالكش أى عُذر يا أسعد باشا،خد الصندوق ده فيه اللى وصل ليه سامر وكان السبب المُباشر فى دبحه.


وضع آصف ذلك الصندوق فوق مكتب أسعد وغادر دون حتى إلقاء نظره،صفق خلفه باب المكتب،

كانت مواجهه أخري لـ أسعد الذى إنشرح قلبه ظنًا أن آصف آتى كي يُنهي الجفاء بينهم،

الجفاء الذى إزداد بُغضًا،حقيقه واجهها،لقد خسر آصف نهائيًا،إسودت الحقيقه  أمامه والسبب فى  تلك الخسارة الفادحه والقاسمه لقلبه،هى سهيله التى وشت بحقيقة سامر،تذكر حين ذهب لها بالسجن وقتها أخبرته حقيقة سامر، تفاجئ وقتها وهددها أنه لا يُصدقها، وأنها كاذبه لو كانت متأكده من ذلك لقالته بالتحقيقات، لكن هى علمت أنها حتى لو قالت هذا لن يُنفي عنها تهمة القتل العمد، بل ربما يؤكدها عليها، لكن كانت الحقيقه عكس ذلك هى لو قالت ذلك ستفجع قلب شُكران أكثر، شد أسعد شعر رأسه الشائب وجز أسنانه بغيظ يتمني

ليت سهيله ماتت بالسجن،أو بتلك الليلة بين يدي آصف.   

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ........ 

بشقة آصف 

بغرفة المعيشه 

دخلت صفوانه بصنية صغيره عليها كوبان من مشروب دافئ وضعتها فوق منضده بالغرفه ثم نظرت الى آسميه الجالسه مع شُكران يتسامران حول بعض الذكريات الخاصه بأهالي بلدتهن،قائله:.

عملتلكم الينسون يا حجه آسميه،عاوزه منى حاجه تانيه،قبل ما أنزل أشتري شوية أغراض محتاحينهم للمعاش.


أومأت لها آسميه قائله:

لاء تسلم إيديك يا صفوانه،بس طالما نازله أستني دقيقه هروح أجيب الروشته اللى  فيها دوا الضغط بتاعي هاتيه معاكِ،كنت  لسه هتصل على سهيله أقولها تجيبه معاها.


ذهبت آسميه الى الغرفه، تبسمت صفوانه لـ شُكران  قائله: 

الحجه آسميه بتاخد دوا الضغط، مش عارفه إنها الوحيدة  اللى آصف مش بيعرف يتكلم كلمتين قدامها. 


ضحكت شُكران  قائله: 

والله هو يستاهل اللى بتعمله فيه، بس برضوا ابني وبيصعب عليا، كمان خلت للشقه طعم، كنت انا وإنتِ طول الوقت فى وش بعض، وآصف كان بيقضي معظم وقته فى الشغل بين المحاكم والمكتب،أهو بقى بيرجع للشقه عشان يشوف سهيله بغض النظر عن مناواشاته هو والحجه آسميه.


عادت آسميه قائله:

سامعه إسمِ يارب يكون بالخير.


تبسمت شُكران قائله:

بالخير طبعًا يا حاجه آسميه إنتِ بركتنا.


تبسمت لها آسميه قائله:

والله إنتِ كنتِ خسارة فى عيلة شُعيب من الأول،أمك الله يرحمها كانت دارها جنب دار أمى وكُنا حبايب،لما عرفت إنك هتنجوزي من أسعد،قولت له حرام عليكم تظلموها وتتجوز على ضُره،دى تستاهل راجل طيب يحُطها تاج فوق راسه،بس أقول أيه هى الدنيا كده حظ الطيبين قليل.









شعرت شُكران بغصه لكن تبسمت قائله:

ربنا يسهل لـ أسعد هو أبو ولادي برضوا.


لوت آسميه شفاها بإمتعاض قائله:

ولادك مفيش فيهم غير آيسر،عسول ودمه خفيف وشفايفه دايمًا مُبتسمه،بس يا خساره طاير فى الهوا طول الوقت.


تبسمت شُكران وتنهدت تشعر بوخزات قوية، مازال قلبها يآن لفُراق سامر، الا تعلم آسميه أنها حين ترا سهيله تشعر كآن آلم فُقدان سامر فى قلبها يهدأ قليلًا ، سهيله تُشبه الترياق لها،مثل آصف. 

.........

بعد قليل عادت صفوانه دلفت الى غرفة المعيشه لكن هذه المره وجهها كان مسؤمً،ألقت عليهن السلام،لاحظت شُكران ملامح وجهها سألتها:

مالك يا صفوانه كنتِ نازله تشتري الأغراض مُبتسمه.


تنهدت صفوانه قائله:

الست إكرام اللى ساكنه فى الشقه اللى فوقينا،قابلت بنتها وأنا داخله العماره حالًا،لقيت وشها مخطوف ولما سألتها عنها قالتلي إنه تعبت فجأة وقعت من طولها ليلة إمبارح،خدوها المستشفى اللى فى أول الحي،وقالوا كان عندها شبه جلطه بس ربنا لطف بيها ولحقوها،وهى هتفضل فى المستشفى لحد ما صحتها تتحسن.


شعرت شُكران بآسى قائله:

لا حول ولا قوة الا بالله دى ست طيبه جدًا من يوم ما جينا هنا وهى معانا زى الأهل وأكتر هقوم أغير هدومي وازورها فى المستشفى.


تنهدت آسميه بآسى قائله:.

لا حول  ولا قوة الا بالله،فعلًا دى ست طيبه أوي،بتفكرني بالفلاحين بتوع بلدنا من يوم ما جيت لهنا وهى تقولى بتفكريني بأمي،سهيله لسه قدمها شويه على ما ترجع من المستشفى،خديني معاكم،زيارة المريض صدقه كمان أمشي رِجلِ شويه من يوم ما جيت هنا مخرجتش من الشقه.


وافقتها كل من صفوانه وشُكران.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ.......

فى الثانيه ظُهرًا.

بـ ألمانيا 

ترجل آيسر من السيارة مُبتسمً أمام ذلك المطعم، ثم دلف إليه يحمل باقة الزهور،جلس خلف طاولة خاصه،نظر الى ساعة يدهُ،ثم نظر نحو باب المطعم، جذب باقة الزهور ونهض واقفًا يبتسم لتلك الشقراء التى تخفي جمال عينيها خلف تلك النظارة الخاصه بحفظ النظر،هو علم من مدحت أن نظرها ليس ضعيفً،هى تضع تلك النظارة فقط حِفظ نظر،هو أكثر من يشعر بالغِيرة إذا رأي أحد جمال عينيها الصافيه،مد يدهُ له كي يُصافحها،لكن هى أرادت باقة الزهور التى بيدهُ الأخري،رفعت يدها وصافحتها إنتظارًا لنيل تلك الباقه،لكن راوغ آيسر بذالك عمدًا،وذهب خلفها جذب لها مقعدًا،جلست عليه وعينيها على باقة الازهار،لكن تجاهل آيسر نظر روميساء الى باقة الزهور،وجلس هو الآخر بخبث قائلًا:

جايه فى ميعادك بالظبط.


مازالت عينيها على باقة الأزهار لكن ردت عليه:

أنا أتعودت أوصل فى ميعادِ،ما بحب الشخص اللى ما بيحترم ميعاده مع الآخرين،ما بحب ضل إنتظر حدا،لا حدا ينتظرني.


تبسم آيسر قائلًا:

عكسي،أنا صحيح طيار،بس الوقت عندي ممكن غصب أتأخر فى الوصول.


نظرت روميساء الى باقة الزهور قائله:

لو غصب،أو فى سبب قوي للتأخير ممكن أتنازل أقبل العُذر،بس إنت اليوم وصلت قبل ما أنا أوصل فى الميعاد.








نظر لها بغرام ولمح لها قائلًا:

لو بودِ كنت جيت خدتك من قدام الشركة اللى بتشتغلي فيها، وقضيت معاكِ وقت أطول.


شعرت روميساء بحياء وظلت صامته،الى أن تبسم آيسر الذى يُراقب ملامحمها عن كثب بعشق قائلًا بمرح وخُبث منه وهو يرا نظرها لباقة الزهور:

خلينا فى الغدا،تحبِ تتغدي أيه؟. 


لا تود الطعام،هى تود تلك الباقه،لن تنتظر أكثر،قائله:

لمين بوكية الورد،اللى معاك هده؟.


نظر آيسر لباقة الزهور ثم لها،ومد يدهُ بها نحوها قائلًا بإطراء

بوكية الورد ده،لأجمل إمرأة فى العالم...ليكِ.


شعرت روميساء بنسمه لطيفه تتوغل لقلبها وأخذت باقة الزهور،قربتها من أنفها وأستنشقت عبقها،تشعر بإنشراح غريب فى قلبها،حتى أن عقلها سألها لما واقفت على عزيمة آيسر لها ولم ترفضها كما فعلت مع غيره سابقًا،كانت تضع لجامً حول قلبها،لكن مع هذا المصري لا تعرف كيف يخترق محاذيرها ويجعلها هى الأخري تسمح بذلك دون تفكير،حتى أنها أصبحت باقة  تلك الزهور مثل الإدمان لها،حتى وهو غائب يُرسلها لها،مع رساله هاتفيه منه قبلها،بعض الكلمات البسيطه،لكن أصبح لها مفعولًا خاصً عليها،

كذالك آيسر،ردها على تلك الرسائل البسيط،الذى بالكاد كلمتين شُكر منها،لكن أصبح لابد من أخذ خطوة جديه....آن آوانها      

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

أمام أحد المحاكم 

إقترب إبراهيم من آصف قائلًا:

كنت مفكر هنكسب القضيه دى من أول جلسه،معرفش ليه طلبت من القاضي التأجيل،سبب وإتناقشنا فى القضيه.


نفث آصف دُخان سيجارهُ قائلًا:

دماغي مش رايق حاسس إنى مش مركز.


نظر له إبراهيم بتعحب قائلًا:.

فى أيه مالك،بعد ما شاكر مشى من المكتب إنت مشيت بعديه فورًا روحت فين،شكلك مرجعتش للشقه،هدومك نفس اللى كانت عليك من إمبارح،خير قالك أيه شاكر.


نظر له آصف بضيق وتهرب قائلًا:

مقالش حاجه،أنا بس مصدع شكلي هاخد دور برد،أنا راجع الشقه نتقابل المسا فى المكتب،نتناقش فى القضيه لأن القاضى آجلها أسبوع واحد،يلا سلام،أشوفك المسا فى المكتب.  


لم ينتظر آصف وغادر دون الإنتباه الى نداء صاحب القضيه....لكن إنتبه الى تلك السياره التى تسير خلفه،أصبح بداخله يقين أن هنالك من يُراقبه،لكن ماذا يُريد منه،عقله أصبح مثل طاحونة الهواء تتخبط من كل إتجاة. 

................ 

بشقة آصف 

دخلت سهيله الى الشقه تشعر بإرهاق  

لم تتعجب حين لم تجد جدتها كذلك صفوانه وشكران،هى علمت صدفة أن تلك السيدة إكرام مريضه بالمشفى،بالتأكيد ذهبن لزيارتها،ذهبت مباشرةً نحو الغرفه التى تمكُث بها مع جدتها،جلست على الفراش تمطئت برقبتها التى تشعر ببعض الآلم الطفيف بها،ثم نهضت واقفه تقول:

ما أقوم أستحمي،يمكن يكونوا رجعوا،تيتا لو شافتني بالمنظر ده هتقولى برهق نفسي زيادة عن اللزوم.








بعد دقائق

فتح آصف باب الشقه ودخل إستغرب عدم وجود أى أصوات بالشقه،نظر الى ساعة يدهُ قائلًا:

المفروض ده وقت الغدا،وأنا شبه إتعودت على صوت الحجه آسميه وهى بتقول لهم:

حطوا الغدا نتغدا والغايب مالوش نايب غير سهيله حبيبتي طبعًا،تقصده هو بالغائب،رغم أنه يعود بنفس الوقت تقريبًا،رغم تعاملها الحاد معه لا ينكر أنه أحيانًا يغتاظ منها،سهيله حين أخبرته ان جدتها ستظل معها وافق ظنًا أنها مسألة وقت يومين لا أكثر كذالك جدتها إمرأه مُسنه،لكن هذه "جبروتً"عليه،لكن أين هى،كذالك يعلم أن سهيله قد عادت من العمل بالمشفى،أين ذهبن النساء،كاد أن يُنادي على والدته لكن صمت خشية تهجُم آسميه عليه، وتنعته بالمُزعج، كما تقول عليه، تجول بين المطبخ وغرفة المعيشه  وغرفة والدته تعجب أكثر، لكن غرفة سهيله كانت مواربه قليلًا نظر لها رأي سهيله، أكمل فتح باب الغرفه  للحظه وقف يشعر بإفتتان فى قلبه هى أمامه ليست عاريه ترتدي مئزر حمام طويل ومغلق بإحكام على جسدها، كذالك خُصلات شعرها  نديه تتساقط منها المياه فوق ياقة المئزر ومقدمة جبهتها، فكر بل تخيل لو جذبها  وهام بها مُقبلًا، لكن ذهب هذا الخيال حين وقع نظر سهيله على باب الغرفه ورأت من الذى أكمل فتح باب الغرفه، ودخل لخطوتين لا أكثر شعرت برجفه فى جسدها زمت طرفي المئزر أكثر عليها،ونظرت له بهجوم قائله:

إنت إزاي تدخل الأوضه،مين سمحلك،سبق وحذرتك....


قاطعها آصف قائلًا:

الباب كان موارب،وكمان فى سؤال محتاج منك إجابه عليه.


تهكمت سهيله وحاولت أن تهدأ قليلًا قائله:

وأيه هو السؤال ده،ولا هي كدبه جديده منك،بتتحايل بيها...  


قاطعها آصف سألًا بتسرع وإستخبار: 

إنتِ كنتِ عارفه إن سامر بيحب بنت. 


إزدردت ريقها وصمتت للحظات ثم قالت بهدوء: 

لاء معرفش. 


نظر لها آصف بعدم تصديق قائلًا: 

سهيله!. 


أجابته بحِده: 

قولتلك معرفش وإن كنت داخل لأوضتي وبتتحجج بالكدبه، فأنا معرفش، أنا مكنتش مخزن أسراره ولا العلاقه بينا كانت أكتر من زماله وولاد بلد واحده صداقه عاديه، أو تقدر تقول كانت بالنسبه لى مصلحة طبعًا كان سامر عندهُ القُدره يشترى الكتب اللى بسبب إنى بنت موظف كحيان مكنتش أقدر أحمله أكتر من طاقته...فكنت بستعير أو بستلف الكُتب دى من "سامر أسعد شُعيب".  


غص قلب آصف من طريقة ردها  الجافه لكن حاول الهدوء ومد يدهُ لها بصوره فوتوغرافيه قائلًا:

شوفي الصوره دى كده.


أخذت سهيله الصوره من يده فى البدايه تهكمت قبل أن تراها  لكن سُرعان ما تمعنت فى الصورة بذهول قائله:

ريم وسامر!. 


لاحظ آصف ذهول سهيله وسألها بإستفسار: 

واضح إنك تعرفيها مين ريم دى؟ 


إزدرت سهيله  ريقها قائله: 

ريم كانت زميلتنا فى الثانويه بس هى درست فى كلية الأداب وإتخرجت قبلنا وتقريبًا عملت سنه تربوي، وبعدها إشتغلت مُدرسه فى حضانة مدرسه خاصه بكفر الشيخ. 


توقفت سهيله، سألها آصف: 

إسمها أيه بالكامل، وإسم المدرسة أيه، وهى فين دلوقتي؟. 









ردت سهيله: 

دلوقتي! ليه هتعمل عليها تحريات، للآسف

دلوقتي ريم مبقتش موجوده. 


إستغرب آصف سألًا: 

قصدك أيه، أكيد... 


قاطعته سهيله بإستعجال: 

ريم ماتت بعد ما إتخرجت من كلية الطب. 


ذُهل آصف سألًا: 

إزاي ماتت. 


ردت سهيله: 

ريم مكنتش صاحبتي أوي كنا مجرد زمايل فى الثانوي، حتى مره كانت إتخانقت هى وسامر وإحنا كنا فى الدرس، معرفش السبب ولا اعرف ايه اللى حصل  بينهم بعد كده، وإتفاجئت إن كان فى حُب بينها وبين سامر، بس اللى عرفته إنها ماتت متكهربه، كانت بتشغل السخان فى بيتهم وتقريبًا حصل ماس كهربا صعقها وماتت فى نفس اللحظه، ماما قالت لى كده، لآنى وقتها كنت فى الفيوم بمارس التكليف بتاعي، كمان أعتقد سامر وقتها كان فى الجيش... ده كل اللى أعرفه. 


قالت سهيله  هذا ومدت يدها له بالصورة، تلاقت عيناهم للحظات، تبسم آصف يشعر بهدوء وصفاء عكس ما كان يشعر به من أفكار طاحنه قبل دقائق. 


بينما سهيله بداخله هاجس هل بعد تلك الصورة  لـ سامر مع ريم قد يشُك آصف ببرائتها من ذبح سامر. 


لكن قبل أن تعلم الجواب، كان هنالك صوتً ناهرًا بحِدة تقول بتعسُف: 

إنت أيه اللى دخلك الأوضه دى، بتستغل غيابِ، أوعى تفكر  إنك ممكن تأذيها مره تانيه وأقف أتفرج عليك. 


تحولت نظرة عين آصف التى كانت صافيه، الى مُضجرة... وغادر الغرفه دون حديث... بينما ضمت آسميه سهيله الى حضنها، سهيله التى بداخلها تائهه لم تفهم نظرات آصف هل عاود  الشك بها.... ربما يكون هذا سببً للإنفصال نهائيًا بينهم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ









مساءً 

بمكتب آصف 

كان يجلس يشعر بضجر،يُنفث دخان سيجارهُ الى أن صدح رنين هاتف المكتب،رفع السماعه وسمع قول السكرتيره،إعتدل جالسًا يقول بذهول:

بتقولى مين؟.


أجابته السكرتيرة،رد عليها:

دخليه فورًا،وأى ميعاد حوليه على مستر إبراهيم،مش عاوز أى إزعاج.


وضع آصف السيجار الذى كان بيده بالمنفضه ونهض واقفً خلع مِعطفه وفتح أزرار القميص من على يديه وشمرهُ حتى ساعديه وذهب خلف باب المكتب واقفً بتحفُز ينتظر،بمجرد أن فتح الباب ودلف الآخر أعطاه آصف لكمه قويه بوجهه بسبب عدم إنتباه الآخر إهتز توازنه وعاد للخلف مُتآثرًا،بنفس اللحظه أغلق آصف باب المكتب بإستهجان وغضب قائلًا بغيظ:

أهلًا بالحبيب اللى كان  رايح يُخطب مراتى، الخسيس اللى نسي زمالة المدرسه العسكريه، لساك سهُن زى ما كُنت، إقرا الفاتحه على روحك... إنت جاي فى وقتك بالظبط، جوايا طاقة سلبيه مش هلاقى أحسن منك ألطش فيه واضح إن معشرتك للمجانين سابت آثر على عقلك... مش أحيانًا بتصعق المريض بالكهربا عشان عقله يرجع  له أنا بقى هصعقك وبأعلى ڤولت هنسيك إسمك.... يا بيجاد. 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ 

يتبع

للحكايه بقيه.


                الفصل السادس والعشرون من هنا 

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×